المدير العام للجريدة : د.أكرم الدرجون

 

كلمة المدير العام

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على أشرف المرسلينَ

أعزائي القراء،

قدر الله لهذا الصرح الإعلامي أن يرى النور أخيرا بعد مجموعة من المشاورات والمساعدات والإجراءات التي تمخض عنها في النهاية  تأسيس جريدة  “السبق”باعتبارها جريدة إلكترونية مغربية مستقلة و شاملة تعمل في إطار قانون الصحافة  88.13 وملائمة لكافة القوانين و التنظيمات والأعراف الجاري بها العمل في مجال الصحافة بالمملكة المغربية.

واخترنا لها كشعار”السبق فن وعلم ورسالة”،  فالعمل الصحافي ـ في عُرْفِنَا ـ هو فن تقديم المعلومة، على أُسُس علمية صحيحة، لتبليـغ رسالة سامية، تحقيقاً لأهداف نبيلة، وترسيخاً لقيم عظيمة.

وبهذه المناسبة يسعدني أن أرحب بكم قراؤنا الكرام لصرحنا الإعلامي. أرحب بكل من انضم إلينا، تحقيقاً للأفضل، وسعياً إلى الأمثل وبكل من كان وسيكون لنا عونا على بلوغ أهدافنا بحول الله ومشيئته.

إننا نلتقي اليوم،على بعد عام من بداية الطريق الذي لم يكن بالسهل أبدا تجاوزه لإخراج جريدتنا إلى النور. فترةٌ طويلةٌ، أحداثها متسارعةٌ، متغيرة، تلهث الأنفاس في تتبعها، وتحار العقول في فهمها.

فالقضايا الرئيسية، ما برحت كما هي، لم تُحلّ،بل تتفاقم وتتزايد، تتعقد وتتشابك، ولا يخلو يومٌ واحدٌ، من قصفٍ أو تفجير، إرهابٍ أو اعتداء، انهيار أسواقٍ مالية أو سقوط حكوماتٍ، حرياتٍ تنتهك، ونفوسٍ تزهق، وشعوبٍ تتشرد.

لم يسلم شرقٌ ولا غربٌ، شمالٌ ولا جنوبٌ، من مشاكل وعقبات، ومآسٍ وويلات في ظل الموجات اللانهائية السابحة في المجتمع،من أفكار وثقافات من جميع الاتجاهات، الراقية منها والهابطة، الناجحة والفاشلة، النافعة والضارة، الهادية إلى الفضيلة والمفضـية إلى الرذيلة.

ومن هنا جاء دورنا ومسؤوليتنا، في جريدة “السبق”.

دورالمجاهد بالكلمة، المتسلح بالحقيقة، المتدثر بالحيدة والواقعية ،كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي :

قف دون رأيك في الحياة مجاهداً ●  إن الحياة عقيدة وجهاد

تلتحق به مسؤوليةٌ نابعة من انتظارات القراء للمزيد من العطاء، والتجديد في الأداء.إنها مسؤولية زرع الأمل في غدٍ أفضل، وإعادة البسمة إلى الشفاه، وفتح طاقةٍ من نورٍ، في هذا الظلام، وتبديد التشاؤم، ونشر التفاؤل، والاهتمام بما يمس الحياة، اجتماعياً ونفسياً، دينياً وبيئياً.

مهمتنا ستكون حتما ثقيلة، و التحدي أمامنا سيستدعي حكمة بالغة، وتفكيراً عميقاً، للبحث عن جذور المشكلة، بدلاً من الانكفاء على معالجة أعراضها.وإننا على ثقةٍ بقدرتنا على الإبداع والتطوير لتحملها بكل إخلاص في العمل وأمانة في النشر.

ولهذا الغرض، رسمنا منهجاً محدداً لخطنا التحريري،يمثل ميثاق شرف عملنا الصحفي، لجريدة “السبق”.ميثاق رسمت شكله ثمانية انشغالات أساسية وهيكلية وهي :

  • أولاً: إن الصحافة، في عرفنا، هي فن تقديم المعلومة، على أسس علمية صحيحة، لتبليغ رسالة سامية، تحقيقاً لأهداف نبيلة، وترسيخاً لقيم عظيمة.وهو شعار لجريدتنا كما سبق وأكدت.

  • ثانياً: إن تشييد جريدتنا، يمثل، في الحقيقة، بداية عقد معنوي وأدبي بينها وبين القارئ. وصدور النشرة الصحفية يُعدّ توقيعاً للعقد من جانبنا. أمّا قرائتها، فهو توقيع للعقد من جانب القارئ. لذا، فإن النشرة الصحفية،لأي جريدة،كان لزاما عليها أن تراعي شروط العقد العامة، عند التجميع والتحرير والإصدار. وهي، على سبيل المثال، وليس الحصر: أن تكون المادة الصحفية (محل العقد) مشروعة، غير مخالفة للنظام العام والآداب والقوانين والأعراف، وأن تكون خالية من عيوب الإرادة، كالإكراه أو الغش أو التدليس.وهي شروط يلتزم بها كل من يعمل في جريدة “السبق”، ويعملون على تنفيذها على الوجه الأكمل.

  • ثالثاً: العلاقة بين الصحفي والقارئ، ليست عقداً أدبياً معنويا فقط، بل هو حوار، له آدابه،حوار شريف مهذب، حوار يتمسك بالأسس الأخلاقية والمبادئ الإنسانية. وشتان ما بين حوار يرتكز على السباب والتجريح، واتهامات بالخيانة والجهل، وبين حوار يرتكز على الاحترام المتبادل، في الرأي والفكر والمعتقد، مهما تباينت الآراء أو اختلفت الأفكار.

  • رابعاً: إن رسالتنا، في الجريدة، رسالة أخلاقية، إنسانية، علمية، ندعو، من خلالها، إلى حفظ النفس والعرض، والمال والعقل. نهتم بتحقيق رفاهية الإنسان، وندافع عن حقوقه. ونزوده بالمعرفة، وننقل إليه الخبرات، ليحيا حياة فاضلة كريمة. فالقتل والسرقة، والاغتصاب والاعتداء، والغدر والخديعة، وشهادة الزور وخيانة الأمانة، والاستغلال والكسب الحرام، والتكبر والغطرسة، والظلم والقهر، واحتلال ملك الغير من دون وجه حق، واستخدام القوة أو التلويح بها، بدلاً من استخدام الحوار والخضوع للعدل، كلها أعمال نرفضها، ونجاهر بمحاربتها.

  • خامساً: جوهر رسالتنا أن تغذية الفكر بالتوعية، لا يقلّ أهمية عن تغذية الجسم بالطعام. لذا، فنشراتنا الصحفية تُعنى بالفكر، في المقام الأول، وتُعِدّ للقارئ مائدة، تحتوي على مختلف الفنون والمعارف، والحكايات والطرائف، والأخبار والتعليقات، والصور والتحليلات، بعيداً عن التطويل الممل، أو الإيجاز المخل.

  • سادساً: إن المسؤولية، الأدبية والسياسية، تقع علي باعتباري مالك الجريدة ومديرها العام والمسؤولية المعنوية تقع على مدير نشرها. فالمقال أو الخبر أو التعليق، الذي يصدر في الجريدة، هو من مسؤولية رئيس تحريرها ومديرها العام اللذين يتحملان المسؤولية الكاملة متضامنين مع المحرر.

  • سابعاً: تُمثل الإدارة العامة ـ بالتأكيد ـ العقل المدبر للصرح الإعلامي، وعصبه الحساس، فبقدر ما تكون الإدارة فاعلة ومنضبطة، ودقيقة ومنتظمة، يكون توازنها مرموقاً، ونجاحها مضموناً. وجنباً إلى جنب مع الإدارة، تبرز مسؤولية مدير النشر، فالإدارة والتحرير، مسؤوليتان متوازيتان، في بناء الجريدة، إذا اختل عمل أحدهما، انعكس على الآخر، مما يؤثر، في النهاية، في كفاءة العمل الصحفي.

  • ثامناً: إن مقومات الصحافي الناجح، من وجهة نظرنا، هي: ثقافة واسعة، ومتابعة واعية. قلم رشيق، وظل خفيف. خلقه قويم، ولسانه عفيف. يترفع عمّا يشوب ذمته المالية، ويتحمل أمانة المهنة الصحفية. مقومات أساسية، لا نقبل ولا تقبلون منها بديلا، وهي كانت خارطتنا للطريق لاختيار طاقم عمل صحفي مهني واع بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه في ظل عالم أحداثه متسارعة و متقلبة،وفي بلد ركب قطار التنمية الفائق السرعة و فتح أوراش هيكلية لهذا الغرض وانخرط في مواثيق و اتفاقيات دولية فرض التزامه بها مجموعة من الاكراهات والتحديات.

أعزائي القراء،

انطلاقا من يقيني بأن تحقيق الآمال رهين عزائم الرجال. إن ما أتمناه، أن تكون جريدة “السبق”، الجريدة المحببة لكل قارئ في وطنه، وخارجه، وأن تتميز بطعم ولون محددين.

وأخيراً، أتمنى أن يصبح صرحنا الإعلامي، مدرسة، واضحة المبادئ والقيم، يتعلم فيها الصغار والكبار، ويتشرف بالانتماء إليها المحررون والكتّاب، مدرسة أهم مبادئها :

  1. منفتحة العقل، متسعة الصدر. لا تضيق بالنقد، ولا تعادي النجاح.

  2. تُعبر بسهولة، وتُعطي المعلومة في يسر وسلاسة.

  3. لا مكان فيها للأخطاء الهجائية أو السقطات اللغوية.

  4. تهتم باللغة العربية، وتُجيد الترجمة من اللغات الأجنبية.

  5. ترتقي بلغة الخطاب، وتترفع عن مسّ الأعراض والأنساب.

  6. الهمز واللمز مرفوضان، والبذاءة والإسفاف ممنوعان.

  7. قاعدة معلومات في جميع المجالات.

  8. تخوض التنافس وتقبل التحدي.

  9. تُساند الحق، وتعادي الباطل.

  10. تتحدث بصراحة، وتواجه بأدب وشجاعة.

  11. الصدق شعارها، والكذب مرفوض عندها.

  12. تكسب الأصدقاء، وتُحيد الأعداء.

  13. تُغطي كل حدث، وتُقدم كل جديد.

  14. تهتم بالعلم مصدراً، وبالتقنية الحديثة سبيلاً.

إنها بإيجاز مدرسة، تحترم عقل القارئ، وتحوز ثقة الباحث.

أعزائي القراء،

إذا كان اختيار العمل في الصحافة يعتبرطريقا صعبا، فما بالكم بطريق اصدار جريدة مستقلة، تتسم بالمصداقية والمهنية!سبيل تصدّ فيه الضربات، من جميع الجهات،سبيل لا يُغرينا فيه تلقي تمويل من أحد عن الحياد عن مبادئنا، ولا نخضع فيه لأوامر من أحد خارج إطار القانون، طريق شاق اخترناه ولن يثنيناعنه أحد، بعون من الله عز وجل، ولا يوجد أمامنا طريق وسط، فإمّا البقاء والمنافسة، أو الانكفاء والموادعة.

وإنّا على الطريق الأول سائرون، و بمشيئة الله واصلون.

مراكش،في 15 شتنبر 2019