
ذكرى تحرير معبر الكركرات تعيد ذكريات السائقين المغاربة مع عصابة البوليساريو
في الذكرى الثالثة لتحرير معبر الكركرات وإنهاء “معاناة” السائقين المغاربة والأجانب من عمليات العرقلة التي كانت تقوم بها ميليشيات جبهة البوليساريو، يعيش هذا المعبر اليوم على واقع مخالف، عنوانه الأمن والجاهزية.
قبل تحرير المعبر، يعود بعض من السائقين المغاربة إلى ذكريات “صعبة” سرعان ما تغير لونها إلى واقع جديد بعد التدخل “الاحترافي” للقوات المسلحة الملكية، والذي نجح دون إراقة للدماء في إعادة الحياة للتجارة الدولية وتسهيل العملية التجارية بما يخدم شعوب المنطقة، خاصة غرب إفريقيا.
ومن جملة الصعوبات التي كان يعيشها السائقون المغاربة العاملون في مجال النقل الدولي قبل عملية التحرير “السطو على ممتلكاتهم، ومنع أي شعار يرمز إلى الهوية الوطنية، فضلا عن اعتداءات معنوية ومضايقات شتى”.
ويضع هذا المعبر اليوم نفسه، وفق إفادات هؤلاء السائقين، “في المرتبة الأولى في الغرب الإفريقي منذ عملية التحرير سنة 2020، بما يحمله من مشاريع تنموية مهمة، وبنية لوجستية متميزة عن المعابر الإفريقية الأخرى”.
واقع جديد
محمد جيد، سائق شاحنة في النقل الدولي للخضر والفواكه مغربي، وصف الوضع الحالي بـ “المختلف تماما، سواء من حيث التنظيم والأمن أو من حيث البنية التحتية والمرافق”.
وقال جيد، في تصريح للجريدة، إن “السائقين كانوا، فترة قبل تحرير المعبر، يتعرضون لاستفزازات عديدة من قبل أفراد تنظيم البوليساريو، أمام أعين قوات المينورسو التي لم تكن قادرة على فعل شيء”.
من جملة الاستفزازات التي تعرض لها جيد رفقة العديد من السائقين عرقلة مرور شاحناتهم بشكل مستمر بدون أي سابق إنذار، ورفض مرورهم بالكامل في أحيان أخرى، وبعض الأحيان تلقي شتائم واستفزازات لفظية لهم.
وأضاف السائق المغربي أن “تدخل القوات المسلحة الملكية كان كالرحمة التي سقطت علينا، وأنهت هذا الواقع السوداوي الذي عشناها لوقت طويل”.
واعتبر المتحدث ذاته أن “معبر الكركرات اليوم في حلة جديدة، ووجود السلطات المغربية بجانبنا يشعرنا بالأمان والراحة، ولم نعد نتطرق لأي شكل من أشكال المضايقة التي كنا نشهدها في السابق”، مشيرا إلى أن “جميع المرافق متوفرة؛ من أماكن للمبيت، ومسجد كبير، وأماكن للأكل”.
“البوليساريو كانت تسرق هواتفنا وتطلب منا المال”
تبقى الذكريات السيئة لدى السائقين المغاربة قبل عملية تحرير المعبر راسخة، وهو ما سرده بوسرغين الكرومي، سائق شاحنة نقل دولي مغربي، إذ قال إن “السائقين كانوا يتعرضون لعمليات سطو مستمرة، حيث كان لازما علينا تقديم المال لميليشيات البوليساريو حتى نستطيع المرور”.
وأضاف الكرومي للجريدة: “ميليشيات البوليساريو كانت تفرض علينا تقديم مقابل مادي حتى نعبر إلى أية وجهة، وفي غالب الأوقات كانوا يطلبون منا إزالة العلم المغربي”، مشيرا إلى أن “في بعض الأحيان كانوا يسرقون هواتفنا النقالة”.
وكان يحدث هذا، وفق المتحدث ذاته، “أمام أعين قوات المينورسو التي كانت في عين المكان وقتها تراقب الوضع دون أي تحرك يذكر”.
وأشار السائق المغربي إلى أن “كل هاته الكوابيس انتهت اليوم منذ تدخل القوات المسلحة الملكية، حيث الأوضاع أمنة، وكل المرافق متوفرة، كما نحس بالراحة في كل مرة نعبر من هنا”.
ولفت الكرومي إلى أن “معبر الكركرات اليوم هو الأفضل في غرب إفريقيا، سواء من حيث مسألة الأمن وكذا من حيث مسألة تجهيزات البنية التحتية”.
دول غرب إفريقيا تشيد بعملية التحرير
في السياق ذاته، سجل محسن فاني، سائق شاحنات للنقل الدولي في غرب إفريقيا والكاتب الإقليمي للمنظمة الديمقراطية للشاحنات بفاس ونائب الكاتب الوطني، أن “معبر الكركرات في وضعية أمنية تامة في الوقت الحالي، وكل شيء متوفر، كما أن الإصلاحات فيه والمشاريع التنموية مستمرة”.
وأضاف فاني، في تصريح للجريدة، أن “حتى إشكالية الخروج الصعب من المعبر والمرور في منطقة “قندهار” انتهت، مع تعبيد الطريق من قبل السلطات المغربية”.
وشدد السائق المغربي على أن “الإشادة بتحرير المعبر لم تكن فقط من قبل السائقين المغاربة، بل حتى الأشقاء الأفارقة خاصة في موريتانيا، والذين أخبرونا ولا يزالون بحكمة هذا التدخل المغربي، والذي أنهى أمامهم الكثير من المشاكل”.
واستطرد المتحدث ذاته بأن “جميع المرافق متوفرة، وما نحتاجه هو مرفق إضافي لركن الشاحنات، فضلا عن مرافق أخرى صحية؛ لأن في مرحلة العودة إلى الوطن تكون هنالك إصابات لسعات الحشرات التي يتعرض لها السائقون خلال رحلتهم في الدول الإفريقية”.