مبادرة “المثمر”: نحو تطوير الزراعة ومكافحة التحديات البيئية

تطوير الزراعة ومكافحة التحديات البيئية
بعد مرور خمس سنوات على انطلاق مبادرة “المثمر”، التي تقودها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) بالتعاون مع كلية الزراعة التابعة لها، تأخذ هذه المبادرة خطوات جديدة نحو دعم وتعزيز الفلاحين والزراعة بشكل عام.

الهدف الرئيسي لهذه المبادرة هو توسيع نطاق تقديم الدعم والخدمات للفلاحين المستفيدين، من خلال تعزيز محفظة المنتجات والخدمات الزراعية ونقل الممارسات الزراعية الجيدة، مع التركيز على مسارات تقنية ملائمة.

يتضمن التوسع الجديد استهداف أكثر من 115,000 هكتار في مناطق فلاحية مختلفة، بهدف تعزيز قدرة الفلاحة على مواجهة التحديات المناخية المتزايدة. توفير المعلومات والتوجيه للفلاحين، خاصة الصغار، يتم من خلال منصات توضيحية تسهم في تطبيق الممارسات الفلاحية الجيدة طوال دورة المحاصيل.

هذه المنصات تلعب دوراً حيوياً في تحسين جودة المحاصيل، مكافحة نقص المياه، تحسين مقاومة النباتات، وتحسين كفاءة استهلاك الأسمدة والموارد المائية.

من المهم التأكيد على أن هذه المبادرة ليست مجرد توسيع للخدمات الزراعية، بل تمثل خطوة فعّالة نحو تعزيز الاستدامة البيئية ودعم الفلاحة في مواجهة التحديات المناخية المتغيرة.

تعزيز المعرفة الزراعية والتكنولوجية من خلال منصات “المثمر”

في موسمها الفلاحي الحالي، اتجهت مبادرة “المثمر” نحو توسيع وتعزيز عدد المنصات التوضيحية المخصصة للفلاحين المستفيدين، بهدف تعزيز الفعالية والتأثير.

المنصات التوضيحية لم تقتصر على توفير المعلومات الزراعية الأساسية فحسب، بل أصبحت أيضا فرصة لاستحداث محاصيل ذات قيمة مضافة عالية ومحاصيل بديلة، مع إطلاق مسارات تقنية وعلمية تشارك نتائجها مع الفلاحين والجهات الأكاديمية والصناعية.

وبالإضافة إلى دورها الزراعي، تشكل هذه المنصات فرصة لدراسة سلوك الفلاحين أمام نماذج إدارة المحاصيل الجديدة والتكنولوجيات الحديثة. مما يمكّن من تكييف الحلول المقترحة بشكل مستمر ويشجع على تحفيز حلقة الابتكار بشكل جماعي.

ومن أجل تسهيل مشاركة المعلومات وتوثيق تطور المنصات التوضيحية، أطلق فريق “المثمر” تطبيق “Agitrial”، الذي يرقمن الإدارة الزراعية للأراضي بصفة التوضيحية ويوفر معلومات دقيقة وفعلية حول تطور المنصات بما في ذلك مراحل النمو والتغيرات اللونية والإجهاد وحجم المحاصيل، إلى جانب الصور ومقاطع الفيديو للنباتات.

هذه الخطوات تعزز الاستفادة من تقييمات المنصات التوضيحية وتمكن من المشاركة مع الجهات المعنية، وبالتالي تساهم بفعالية في تطوير القطاع الزراعي وتعزيز دوره في الابتكار والتطور التكنولوجي المستدام.

مبادرة “المثمر” شكلت مرجعية أساسية لمصادر المعلومات التي قدمتها إلى المنظومة العلمية والأكاديمية والاقتصادية، وتُشكل مادة لندوات سنوية ضمن منصة “المثمر” للإبتكار المفتوح، حيث يشارك مختلف الفاعلين في هذا القطاع.

ففي موسم الزراعة الحالي، تهدف مبادرة “المثمر” إلى توسيع برنامج “المثمر” للزراعة المباشرة ليشمل مساحة إضافية تصل إلى 11,500 هكتار، لتصل بذلك المساحة التي تم تغطيتها منذ بداية البرنامج إلى أكثر من 36,500 هكتار في أكثر من 130 منطقة و26 إقليم موزعة على مناطق زراعية مختلفة.

و يعود هذا النجاح إلى استجابة أكثر من 70 منظمة مهنية، وأكثر من 4,300 مزارع استفادوا من هذه المبادرة.

وتُنفَّذ برامج تكوينية لدعم المزارعين والتعاونيات والشباب الراغبين في الزراعة، بهدف تسهيل ونقل التكنولوجيا.

كما و تشمل حزمة الحلول الرقمية التي تقدمها مبادرة “المثمر” تطبيق “أثمار” الاستشاري للزراعة، الذي يوفر خدمات متعددة للمزارعين من تحديد احتياجات الأسمدة إلى مراقبة الحقول وأسعار السوق والطقس والولوج إلى التمويل.

بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق منصة رقمية للتعلم عن بُعد باسم “منصة التكوين عن بُعد” (Minassat attakwin 3an Bou3d) لخدمة أكبر عدد ممكن من الفلاحين.

تُوفِّر مبادرة “المثمر” عرضاً مخصصاً يغطي سلسلة القيمة للزراعة من تحديد احتياجات التربة إلى إنتاج تركيبات الأسمدة المناسبة ومواكبة المزارعين لتبني الممارسات الزراعية الجيدة وربطهم بالأسواق. تم إطلاق المبادرة في سبتمبر 2018 وتسعى جاهدة لتعزيز وتطوير القطاع الزراعي بمختلف جوانبه.